نص الاستشارة:
فضيلة الشيخ أبنائي- هداهم الله- يكثرون اللعب ويقومون بتكسير أغراض البيت، وهم في عراك مستمر طوال اليوم... وهذا دفعني للتفكير في إيجاد بعض الألعاب الإلكترونية لشغلهم لبعض الوقت... لم نعد نحتمل إزعاجهم.. فما رأيكم؟
الرد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن تربية الأبناء وتنشئتهم التنشئة الصالحة من أهم ما يعنى به الوالدان... وكون الطفل أو الأطفال يميلون إلى اللعب والحركة فهذا أمر طبيعي وغير دافع للانزعاج ما لم يزد الأمر على حد المعقول، بحيث يصبح الطفل جريئا على القفز من الأماكن المرتفعة أو استعمال الآلات الحادة أثناء اللعب ونحو ذلك.
وكثير من الآباء يتذمرون من كثرة حركة الأبناء المعتادة والتي هي ظاهرة صحية كما أسلفنا.
ونحن أيتها الأخت نذكر لك بعض النقاط المفيدة حول هذه القضية:
عليك بالدعاء لهم بالهداية والتوفيق، ومهما صدر منهم من سلوكيات مزعجة فعليك بعدم الدعاء عليهم فإن في ذلك خطر عليهم، وكان الأنبياء عليهم السلام يدعون لأبنائهم بالصلاح والهداية، وكذا الصالحون من الناس {وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين}.
فصلاح الذرية يترتب عليه خير كثير في الدنيا والآخرة، فهم من الأعمال الصالحة التي ذكر حبيبنا صلى الله عليه وسلم أن أجرها يستمر على الإنسان بعد موته.. «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث... أو ولد صالح يدعو له». فالولد الفاجر أو غير الصالح لا ينتظر منه أن يدعو لوالديه عادة.
أن تحتملي لعبهم وتكسيرهم لبعض الأغراض أخف من أن تعوديهم على تلك الأجهزة الضارة بالبدن والعقل... حتى وإن كانت ستكفهم عن الحركة وكأنهم مقيدون... فاللعب الطبيعي ينمي العقل ويصقل المواهب بينما تنمي تلك الألعاب السلبية وانتظار ما يقدم من أدوات التسلية، ثم إنها مرتع لتعلم الجريمة بشتى صورها وأنواعها.
في الصيف يكون الفراغ أطول، فيكون وقت اللعب أكثر ومن أهم الطرق المفيدة أن تساعديهم على الاندماج في برنامج صيفي ذي فائدة مثل دورات تحفيظ القرآن الكريم أو حفظ المتون... ويحسن رصد بعض الجوائز المحفزة على التنافس وبذل الجهد في تحصيل الخير... مع تمكينهم من اللعب بالمقدار المناسب إما في البيت أو في المراكز المخصصة لذلك والتي تعلم السباحة وبعض الرياضات المفيدة.
كون الطفل يشعر بأنه صاحب عقل وإدراك وهو مسئول عن تصرفاته وما يصدر عنه من سلوكيات، يحمل بعض الأطفال على السلوك الإيجابي فلا تهملي تلك الجوانب.
يحسن أن يعود الأطفال على الذهاب إلى المسجد بعد تعليمهم الآداب والسلوكيات التي تتوجب على الطفل داخل المسجد مع مراعاة أن يكون ذهابهم مع أحد الكبار إما الوالد أو الأخ الكبير ونحو ذلك.
الحوار الموجه والكلمة الطيبة في الوقت المناسب مما يغير السلوك إلى الطريق السوي وهو أسلوب نبوي راق تجب الإفادة منه.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
المصدر: موقع رسالة المرأة.